Telegram Group Search
♦️سلسـلة عاشـــوراء (١٠)♦️


      ▪️قضايــا عاشــوراء▪️

القضية الأولى٠٠٠٠
التوحيد منهج الأنبياء
يوم من الأيام الخالدة سطره الله في بآيات محكمات، يوم كان فيه عظيم الأحداث وجليل العظات، يوم الفرقان بين حزب الإيمان بقيادة النبى موسى صلى الله عليه وسلم، وبين حزب الطغيان فرعون وجنوده، وفي لحظات فاصلة حاسمة وعلى شاطئ النجاة تتوقف الدنيا وتحتبس الأنفاس وبمنطق الماديات كما حكى الله عز وجل في كتابه: ﴿ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ﴾* [الشعراء: 61]
وبمنطق الإيمان والثقة بالعزيز الجبار قال موسى: ﴿ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 62]

فجاء الفرج من الله بضربة عصا فقال تعالى: ﴿ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ﴾ [الشعراء: 63]

وتنتهي القضية فينجو موسى ومن معه ويهلك فرعون ومن تبعه، ما أعظم الله على أهل الطغيان فمن حقارتهم عند الله يختار لإهلاكهم أضعف الأسباب إنما هي ضربة من عصا، وهلاك بالماء٠٠٠

 
القضية الثانية٠٠٠
الشكر على العطاء
وقد أتى الشكر من موسى ومن معه من أهل الإيمان اعترافاً بالقلب وشكراً باللسان وعمل بالجوارح فصام موسى ومن معه قربة إلى الله وأداء جزء من شكر الله على ما أعطى وتفضل، فالشكر ملازم لمزيد العطايا قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾* [إبراهيم: 7].

وأهل الإسلام يحبون الاقتداء بالصفوة الكريمة من الأنبياء٠٠ ونحن إن شاء الله على نهجهم سائرين


القضية الثالثة٠٠٠٠
مراحل التكليف بصيام يوم عاشوراء
والفقه الشرعي في صيام يوم عاشوراء أنه مر بمراحل يمكن سردها على ما يلي٠٠٠
1- كان يوم عاشوراء يوم تصومه العرب في الجاهلية وقد صامه النبي صلى الله عليه وسلم معهم ففي حديث عائشة رضى الله عنها كما سبق بيانه: كانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ، في الجَاهِلِيَّةِ وكانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ صَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ كانَ مَن شَاءَ صَامَهُ، ومَن شَاءَ لا يَصُومُهُ*[البخارى برقم ٣٨٣١].


2- فرض صيامه على المسلمين ففي حديث الرُّبيِّعِ بنتِ معوِّذٍ قالت: أَرْسَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إلى قُرَى الأنْصَارِ: مَن أصْبَحَ مُفْطِرًا، فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَومِهِ ومَن أصْبَحَ صَائِمًا، فَليَصُمْ، قالَتْ: فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ، ونُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، ونَجْعَلُ لهمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أحَدُهُمْ علَى الطَّعَامِ أعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حتَّى يَكونَ عِنْدَ الإفْطَارِ [البخارى ١٩٦٠].

3- بعد فرض رمضان نسخ فرض يوم عاشوراء فهو سنة مستحبة بالإجماع ففي الحديث: وكانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ صَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ كانَ مَن شَاءَ صَامَهُ، ومَن شَاءَ لا يَصُومُهُ

 
القضية الرابعة٠٠٠
مراتب صيام يوم عاشوراء (وسبق الشرح والتكرار هنا للتأكيد)
ولمعرفة الهدي الأكمل في صيام يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر الله المحرم فقد ورد فيه الأقوال التالية من الأعلى إلى الأدنى وليس في العبادة دنيء٠٠٠

1- أن يصام يوماً قبله ويوماً بعده لمخالفة أهل الكتاب كما أراد النبي صلى الله عليه وسلم وقد ورد حديث لكنه فيه ضعف: صوموا عاشوراءَ، وخالفوا فيهِ اليهودَ؛ صوموا قبلَه يومًا وبعدَه يومًا)*[الإمام أحمد برقم ٢١٥٤]

ولكن استحبه العلماء لأنه يدخل في المخالفة وأيضاً يستحب صيام أغلب شهر الله المحرم فقد ورد عند مسلم: وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ، صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ

 
2- صيام التاسع مع العاشر لحديث ابن عباس: حِينَ صَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَومَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بصِيَامِهِ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَإِذَا كانَ العَامُ المُقْبِلُ إنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا اليومَ التَّاسِعَ قالَ: فَلَمْ يَأْتِ العَامُ المُقْبِلُ، حتَّى تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ*[مسلم برقم ١١٣٤]

3- صوم العاشر مع اليوم الحادي عشر ففي الحديث: صوموا يومَ عاشوراءَ وخالفوا فيهِ اليهودَ وصوموا قَبلَهُ يومًا أو بعدَه يومًا*[رواه أحمد برقم ٢١٥٤].*4- إفراد العاشر وهذا لا بأس به ولا يكره ولكن صاحبه ترك الأفضل وقد صامه النبي صلى الله عليه وسلم منفرداً والأمر بالمخالفة ليست على الوجوب قال شيخ الإسلام: صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ وَلايُكْرَهُ إفْرَادُهُ بِالصَّوْمِ
لفتـة٠٠٠٠٠

👌ما من ضائقة خصت أو عمت كبرت أو صغرت إلا كان فرجها عند الله سواء مع الأسباب أو ضد الأسباب أو بلا أسباب بقوله: (كن فيكون).

👌- الشكر عبادة ويكون بعد العبادة فلا يفعل إلا على منهج الشرع فما يقام في يوم عاشوراء من غير عبادة الصيام بدعة وضلال سواء بأفراح أو أتراح

 
👌- مواسم الخير التي يختارها الله لنا إنما هي رحمة من الله زيادة في أعمالنا وبركة في أعمارنا فهذه الأمة مختارة مرحومة.

👌- لا نترك باباً من الخير ونحن في صحة وعافية إلا وجعلنا لأنفسنا فيه سهماً فإنما هي أعمار وساعات تنقضي وقد لا تعود والأيام إقبال وإدبار.


🌷🌷🌷نتابع
مُجَـاهَــــدة النَّفْــسَ (١)


خذ بالك من نفسك ؛ عبارة بسيطه دارجة بين الناس لكن فحواها عظيم ؛ فأن من أتبع نفسه هواها أوردَتْه الهاوية، لا بد أن يعلم المرء أن الخلاص والنجاة يحتاجان إلى أمور فيها من التعب، والنَّصَب ما فيها؛ ولكنها عند أهل اليقين والطاعة ملذَّةٌ ونعيمٌ، وطُرُق النجاة من ضلالات النفوس أطلق عليها العلماء اسم مجاهدة النفس؛* أخْذًا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام أحمد بسنده عن فضالة بن عبيد، قال سمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: *(المجاهد من جاهد نفسه)*(الترمذي برقم 1621)

وقال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما لمن سأله عن الجهاد: *ابدأ بنفسك فجاهدها، وابدأ بنفسك فاغزها*

*فهذا الجهاد يحتاج أيضًا إلى صبر، فمن صبر على مجاهدة نفسه وهواه وشيطانه، غلبه وحصل له النصر والظفر، وملك نفسه، فصار عزيزًا ملكًا، ومن جزع ولم يصبر على مجاهدة ذلك، غلب وقهر وأسر، وصار عبدًا ذليلًا أسيرًا في يدي شيطانه وهواه ؛ وإذا المرء لم يغلب هواه أقامه ؛ بمنزلة فيها العزيز ذليلُ*

*جــــاهد ؛ عافــــر ؛ فربك سبحانه وتعالى وعد ؛ ووعده حق ؛ إن من يجاهد نفسه يهديه ربه الصراط المستقيم ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا )* [العنكبوت: 69] .*وقال سبحانه وقوله الحق (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) (17 محمد) وعد لمن اهتدى سيزيده الله عز وجل هُدى وتقوى٠٠*
المسلِمُ إذا كانَ مخالطًا النَّاسَ ويصبِرُ على أذاهم خيرٌ منَ المسلمِ الَّذي لا يخالطُ النَّاسَ ولا يصبرُ على أذاهم

الراوي : شيخ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي

الصفحة أو الرقم: 2507 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

لَمَّا كانَت مُخالَطةُ النَّاسِ سَبيلًا إلى نَشْرِ الأخلاقِ الحسَنةِ والفضائلِ وأَخْذِ الأُسْوةِ جعَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم الخَيريَّةَ لِمَن يُخالِطُ النَّاسَ على الَّذي يَعتزِلُهم.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "المسلِمُ إذا كان مُخالِطًا النَّاسَ"، أي: موجودًا بينَهم ويتَعامَلُ معَهم ويؤثِّرُ فيهم ويتَأثَّرُ بهم التأثُّرَ الحسَنَ، "ويَصبِرُ على أذاهم"، أي: ويَصبِرُ على ما يُصيبُه مِنهم مِن مَكروهٍ وأذًى، ويُقابِلُ السَّيِّئةَ بالحسَنةِ، ويَعْفو ويصفَحُ، "خيرٌ"، أي: أفضَلُ حالًا وأكثرُ ثوابًا وأعظَمُ أجرًا، "مِن المسلِمِ الَّذي لا يُخالِطُ النَّاسَ ولا يَصبِرُ على أذاهم"، أي: مِن المسلمِ الذي اعتَزَل النَّاسَ وبَعُد عنهم فلم يُساكِنْهم ولم يُعاشِرْهم ولم يُعامِلْهم، وذلك لأنَّ الَّذي يُخالِطُ النَّاسَ ويتَعامَلُ معَهم يَجِدُ مِن البلاءِ والأذى ما لا يَجِدُه المعتزِلُ، فإن صبَر على ذلك كان له عظيمُ الأجرِ والثَّوابِ.
وفيه: فضلُ مُخالَطةِ النَّاسِ ومُعامَلتِهم على اعتِزالِهم والبُعدِ عنهم.
اللهم هب لنا من أجرك مالا يحصى ومن غفرانك عفوًا لايفنى اللهم اجعلنا ممن إذا أنعمت عليهم شكروا وإذا ابتليتهم صبروا وإذا أذنبوا استغفروا اللهم تول أمورنا بحسن تدبيرك وسعة فضلك وجميل كرمك اللهم البِشارات التي نحب والأيام التي تسر والرحمات التي تتوالى واليقين الذي يريح القلوب.
2025/07/06 07:01:50
Back to Top
HTML Embed Code: